كانت نقطة التحول عندما سقط مني 13 طفلاً من أصل 15 في يوم واحد، كان يوما رهيبا ولم اشعر بنفسي وهم يخبرونني بسقوط الأطفال الواحد تلو الآخر واذا بي اندفع لأخرج من باب المعهد القومي للأورام واجلس على الرصيف وانا ابكي عجزي كطبيب عن فعل اي شيء لهؤلاء الأطفال الضحايا، هناك نقص في كل شيء بداية من خيط الجراحة إلى حقنة الدواء الى العاملين الذين يعملون وليس عندهم اي معلومة عن ماهية مرض السرطان ولم يكن بكاء بل كان انهياراً على اهدار آدمية الأطفال.

ودعوت ربي ان يساعدني واذا بي اتقدم نحو احد المطاعم التي كنت اعلم ان شيخ جليل يجتمع فيها مع اصدقائه في هذا اليوم، ودخلت عليهم وقلت لهم انا طبيب بمعهد الاورام وحكيت لهم قصة الأطفال فاذا بالشيخ الجليل يقول لي يا ولدي سأعطيك مائة وخمسين جنيها مدى الحياة وسيلتزم بها اولادي بعد مماتي وكانت هذه النقود هي بداية تدفق نهر الخير على الأطفال من كل جانب، اذ اشتريت بها "حقن" وبعض الأدوية وبدأت حكمة هذا التبرع تتضح امامي بانه اذا تبرع الأصحاء شفى المرضى وترائى لي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : اعظم الأشياء أدومها ولو صغرت

هذا الطبيب هو الدكتور شريف ابو النجا طبيب بالمعهد القومي للأورام
الشيخ الجليل هو الشيخ محمد متولي الشعرواي رحمه الله
النتيجة بناء مستشفى 57357 أحد أكبر مستشفيات سرطان الأطفال بالعالم